اینهم عناصر نماز در نص قرآن. کاری از دکتر مروان محمد عبدالهادی.
اما قبلا باید این موضوع را متذکر شد که هدف از نصب این یادداشتها تبلیغ برای شخص بخصوصی مثل دکتر مروان نیست بلکه برعکس منظور ارائه مثالی برای تاکید صحت و دقت نظر استاد پورپیرار در مراجعه صرف و حصری به قران کریم برای فهم رسالت است. هر کس از روش استاد پیروی کند به نتایجی شبیه به دکتر مروان خواهد رسید هرچند که ایشان هنوز با نظرات استاد آشنا نشده اند.
عَنَاصِرُ الصَّلاَةِ کَمَا وَرَدَتْ فِی التنزیل الْحَکِیمَ
بعد أن عَمَّ الحدیث واستشرى بین المسلمین ورُفع إلى مستوى التنزیل الحکیم - الذی تم عملیاً الاستغناء عنه - بعد أن حوله أصحابه إلى أشرطة تتُلى فی الأفراح والأتراح، واستبدلوه بکتب الناسخ والمنسوخ، وبأحادیث شاذة، ونقول رکیکة، وروایات منحولة تطفح بالإسرائیلیات، تصدیقها تسفیه للعقول، وحط من مقام الرسول الکریم (ع) جُردت الصلاة من مضمونها، وأصبحت بفضل شروح أصحاب المذاهب مجرد محفوظات وتمتمات یلوکها اللسان، وحرکات تؤدیها الجوارح بلا تدبر أو خشوع، إن أفلح ووعى بعضاً منها فلا یغیر من حقیقة الأمر، إنها لیست کلماته التی تخرج خالصة لله سبحانه وتعالى، من صمیم وجدانه.
عَنَاصِرُ الصَّلاَةِ:
(1) القیام: وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَیْهَا وَتَرَکُوکَ قَائِمًا الجمعة: 11) وقوله تعالى: وَإِذَا کُنْتَ فِیهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ (النساء: 102)
فَنَادَتْهُ الْمَلَائِکَةُ وَهُوَ ((قَائِمٌ یُصَلِّی)) فِی الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ یُبَشِّرُکَ بِیَحْیَىٰ مُصَدِّقًا بِکَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَیِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِیًّا مِنَ الصَّالِحِینَ (آل عمران: 39) اتْلُ مَا أُوحِیَ إِلَیْکَ مِنَ الْکِتَابِ ((وَأَقِمِ الصَّلَاةَ)) (العنکبوت: 45)
(2) الخشوع: وَاسْتَعِینُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِۚ وَإِنَّهَا لَکَبِیرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِینَ (البقرة: 45) وقوله تعالى: الَّذِینَ هُمْ فِی صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (المؤمنون: 2)
(3) تلاوة الذکر: إِنَّنِی أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِی وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِکْرِی (طه: 14) وقوله تعالى: إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنْکَرِۗ وَلَذِکْرُ اللَّهِ أَکْبَر (العنکبوت: 45)
(4) الرکوع: إِنَّمَا وَلِیُّکُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِینَ آمَنُوا الَّذِینَ یُقِیمُونَ الصَّلَاةَ وَیُؤْتُونَ الزَّکَاةَ وَهُمْ رَاکِعُون (المائدة: 55) وقوله تعالى:
وَأَقِیمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّکَاةَ وَارْکَعُوا مَعَ الرَّاکِعِینَ (البقرة: 43)
(5) السجود: فَإِذَا سَجَدُوا فَلْیَکُونُوا مِنْ وَرَائِکُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَىٰ لَمْ یُصَلُّوا فَلْیُصَلُّوا مَعَکَ (النساء: 102)
الباحث الحصیف، المتحرر من وهم "التواتر" وعبودیة السلف والتراث، فإنه لن یجد لعدد الرکعات والسجدات إشارة واحدة، لا بالتصریح ولا بالتلمیح، فی حین أنه سیجد تفصیلات للوضوء، والإفساح بالمجالس وغیر ذلک من الأمور التی أطنب التنزیل الحکیم فی تفاصیلها. وهذا معناه بالضرورة أن التنزیل الحکیم قد ترک عدد الرکعات والسجدات لمقیمی الصلاة، تخضع لخشوعهم کما فی قوله تعالى: الَّذِینَ هُمْ فِی صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (المؤمنون: 2) وقوله تعالى: ٱسْتَعِینُوا۟ بِٱلصَّبْرِ وَٱلصَّلَوٰةِ ۚ وَإِنَّهَا لَکَبِیرَةٌ إِلَّا عَلَى ٱلْخَـٰشِعِینَ (البقرة 45)
قد یقول لنا قائل: ولکن الرسول الکریم (ع) سجد فی صلاة الخوف سجدتین، وهذا معناه بالضرورة أنَّ هناک عَدَدًا للسجدات، نقول لیس بالضرورة لسببین اثنین:
(1) أنَّ الرسول الکریم (ع) سجد سجدتین فی صلاة الخوف، وهی صلاة استثنائیة، وذلک بعد أن قام بتقسیم المقاتلین الذین أقام فیهم الصلاة إلى طائفتین، الطائفة الأولى تصلی معه، والثانیة تکون فی إزاء العدو لحراستهم، والمدقق فی الآیة الکریمة، سیجد بأن کل طائفة سجدت سجدة واحدة، ولو أقام الرسول (ع) الصلاة لطائفة واحدة لسجد سجدة واحدة أیضاً.
(2) أنَّه لا یجوز بحال سحب صلاة الخوف الاستثنائیة على بقیة الصلوات الموقوتة، لأنها استثنائیة لقوله تعالى: "وَإِذَا کُنْتَ فِیهِمْ" "فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ" فقد یکون الرسول الکریم، صلوات الله علیه فیهم وقد لا یکون، وقد یقیم لهم الصلاة وقد لا یقیم.
وفی الختام ینبغی لقارئ التنزیل الحکیم ألا یغفل عن حقیقة قرآنیة مفادها أنَّ التنزیل الحکیم کامل، والکامل لا یحتاج زیادة أو نقصان، ولا إلى مرویات أمویة وعباسیة، ولا تأویل وفقه یهدف بالدرجة الأولى إلى إثبات صحة الصحیحین، ولا إلى طلاسم لا یجید فک رموزها سوى الإعجاز العددی، أو غیر ذلک من الإلغاز والتعقید، فآیات التننزیل الحکیم لیست من غوامض الأحاجی، وصدق الله العظیم الذی قال: وَنَزَّلْنَا عَلَیْکَ الْکِتَابَ تِبْیَانًا لِکُلِّ شَیْءٍ ا(لنحل: 89) وَکُلَّ شَیْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِیلا (الإسراء: 112)