ش | ی | د | س | چ | پ | ج |
1 | 2 | 3 | 4 | |||
5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 |
12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 |
19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 |
26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 |
abbas
مجد خلف تکتب: ولا حَرَجْ ..؟!
الخمیس 7 فبرایر 2013 - 10:26 ص رأی ورؤىمجد خلف
یقول الحق تبارک وتعالى فى کتابه الکریم: ( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِینَ آمَنُواْ الْیَهُودَ وَالَّذِینَ أَشْرَکُواْ ) – المائدة ٨٢ ، صدق الله العظیم.
یقرر القرآن فى هذه الآیة مشاعر الکراهیة والعداء التى یکنها طائفتان من الناس نحو المؤمنین بمحمد صلى الله علیه وسلم ؛ وهاتان الطائفتان هما الیهود والمشرکین ، وقدّم الیهودَ على المشرکین ، لأنهم أشد عداوة للذین آمنوا ، والقرآن فى إطلاقه هذا الحکم الخطیر ( أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً ) ، لا یذکر تعلیما شخصیا للرسول صلى الله علیه وسلم ، فهو: ( وَمَا یَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْیٌ یُوحَى ) – النجم ٣ و٤، ولا یقرر حقیقة تخص علاقة العداء للمؤمنین فى زمن معین ، فالقرآن بآیاته کلها وحقائقه کلها کتاب أنزل لکل زمان ومکان ، فالعداوة بنص القرآن هى عداوة أزلیة لا تتغیر ولا تتبدل ، ولا یمکن أن تتحول إلى مودة ،
کما لا یمکن أن تتحول النار إلى ماء أو الماء إلى نار، فهذا النص الکریم یقر فى نفس کل مسلم حقیقة الیهودى الأزلى ، الیهودى على زمان موسى، هو ذاته الیهودى على زمان عیسى ، هو ذاته الیهودى على زمان محمد صلى الله علیه وسلم ، هو ذاته الیهودى فى زماننا ، الیهودى الکاره للمسلمین ، الحاقد على الإسلام ونبى الإسلام ، الجاحد لنعم الله علیهم على طول الزمان ، المتربص بالقرآن والسنة وسیرة النبى صلى الله علیه وسلم ، وسیرة صحابته .
ومن غرائب الأیام ؛ أن نجد من المفکرین والصحفیین والمثقفین من یحاول أن یرسخ قاعدة للفصل بین الیهودى والإسرائیلى ، بحیث یفرّق الناس بین من ینتمى إلى الکیان العبری الجاثم على صدورنا فى فلسطین ، ومن جاء إلى الدنیا فوجد نفسه یهودیاً ، ونحن نقول إن الطینة واحدة والطباع واحدة ، ولیس ثمة فرق بین الیهودى والإسرائیلى ، إذ کلاهما قد استقى ثقافة الکراهیة للإسلام وللمسلمین منذ ولادته ، ورضعها مع لبن أمه ، ولیس أدل على هذه الحقیقة أکثر مما یتعلمه أطفال الیهود فى المدارس منذ نعومة أظافرهم .
فالحاخامات والمدرسون یعلمونهم أن الدین الإسلامی لیس من عند الله ، ولکنه فُرض على قبائل شبه الجزیرة العربیة من قِبل محمد ، والرسول صلى الله علیه وسلم ( محمد ) هو مؤسس الدین الإسلامی ، وأما معجزة الإسراء والمعراج فیقدمونها على أنها أسطورة خرافیة ابتدعها محمد وقصها على أهله وأصحابه ، وتصف کتبهم الرسول صلى الله علیه وسلم بالغارق فی أحلام الیقظة ، والمحارب ، والمبتدع للدین الإسلامی ،
وهم یعملون على ترسیخ أفکار فى عقول الأطفال تتعلق بعدم قدسیة القرآن الکریم ؛ لأنه على حد زعمهم من نسج خیال محمد صلى الله علیه وسلم ، وأنه یعتمد فی جزء کبیر منه على ما ورد فی الکتب الدینیة الیهودیة ، وتربط بعض الکتب التى تدرس لأطفال الیهود بین لغة القرآن ولغة التوراة ؛ للتدلیل على أن القرآن مستوحى من التوراة ، فالقرآن یقدم على أنه توراة محمد ، ویقدم الحدیث النبوی والسنة الشریفة على أنها التوراة الشفهیة التی تکمل القرآن.
وتحرص هذه الکتب على تأکید أن الإسلام ما هو إلا نسخة معدلة للیهودیة وما جاء فی التوراة ، وأن النبی محمداً بذل جهداً مضنیاً لمطابقة دینه وجعله متفقاً مع الیهودیة ؛ فقد أمر أتباعه بصیام یوم الغفران والتوجه فی الصلاة نحو القدس ، وعندما واجه مقاومة الیهود لدینه توقف عن تقلید الیهودیة ، وأمر أتباعه بصیام شهر رمضان ،
وما فى کتب الأطفال ؛ کما فى کتب الکبار کثیر کثیر ، ینضح کله بالحقد على الإسلام ونبى الإسلام ، ولا نستغرب أن یکون هذا هو موقفهم ، فالقرآن یقول عنهم: ( وَإِنَّ الَّذِینَ أُوْتُواْ الْکِتَابَ لَیَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا یَعْمَلُونَ ) – البقرة ١٤٤ ، هم یعلمون أن الإسلام حق ، ویعلمون أن محمداً صلى الله علیه وسلم خاتم الأنبیاء والمرسلین حق ، ویعلمون أن القرآن حق ؛ بقدر ما هم متأکدون أن کتبهم قد طالتها ید العبث والتزویر .
ونلاحظ أن یهود الیوم یجنون ثمار ما زرعه یهود الأمس ، فالیهود على زمن الرسول صلى الله علیـه وسلم ؛ وما تلاه من عقود ؛ حاولوا بکل طاقاتهم ومکرهم المعروف عنهم دس الأحادیث ، وتبدیل ألفاظها ، والتدخل فى سیاقها بالحذف والإضافة ، والتزویر والتدلیس ، وهو ما لم یستطیعوا القیام به مع القرآن الکریم الذى تعهد الله تبارک وتعالى بحفظه ، ووجدوا فى کتب سیرة النبى صلى الله علیه وسلم ، وکتب سیر الصحابة مبتغاهم ، ومنتهى مرادهم ، فقد مرّ من الزمان أربعة عشر قرناً ، وأصبح الیهود یدّعون أن القرآن مقتبس من التوراة ! وأنه یعتمد فى أجزاء کبیرة منه على ما ورد فى التوراة !
إقرءوا معى ما ورد فى صحیح مسلم: حدثنا أبو عاصم الضحاک بن مخلد أخبرنا الأوزاعی حدثنا حسان بن عطیة عن أبی کبشة عن عبد الله بن عمرو أن النبی صلى الله علیه وسلم قال: ( بلغوا عنی ولو آیة وحدثوا عن بنی إسرائیل ولا حرج ومن کذب علی متعمدا فلیتبوأ مقعده من النار ).
هل یأمر رسول الله صلى الله علیه وسلم تابعیه بالأخذ عن بنى إسرائیل ولا حرج ؟ هل یأمرهم صلى الله علیه وسلم بنقل أحادیث بنى إسرائیل ؛ مع أن القرآن یقول عنهم: ( فَبِمَا نَقْضِهِم مِّیثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِیَةً یُحَرِّفُونَ الْکَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُکِّرُواْ بِهِ ) – المائدة ١٣ ، هل یأمن الرسول الکریم لمن یعلم أنهم حرفوا کلام الله وکتبوه بأیدیهم ؟ ( فَوَیْلٌ لِّلَّذِینَ یَکْتُبُونَ الْکِتَابَ بِأَیْدِیهِمْ ثُمَّ یَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِیَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِیلاً فَوَیْلٌ لَّهُم مِّمَّا کَتَبَتْ أَیْدِیهِمْ وَوَیْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا یَکْسِبُونَ ) – البقرة ٧٩ .
لقد قال القرآن موجها الحدیث لرسول الله صلى الله علیه وسلم: ( وَلَئِنْ أَتَیْتَ الَّذِینَ أُوْتُواْ الْکِتَابَ بِکُلِّ آیَةٍ مَّا تَبِعُواْ قِبْلَتَکَ وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءکَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّکَ إِذَاً لَّمِنَ الظَّالِمِینَ ) – البقرة ١٤٥ ، ألا یعتبر الأمر بالحدیث عن بنى إسرائیل ولا حرج اتباعاً لأهوائهـم ؟
إننا ننأى برسولنا الکریم ؛ علیه أفضل الصلاة وأتم التسلیم ؛ أن یکون قد أصدر هذا الأمر ، أو أذن للمؤمنین بالعمل به ، لأنه ببساطة شدیدة یناقض صریح القرآن ، ولأن من کتب هذا الحدیث ؛ کتبه بعد أکثر من مائتى سنة من وفاة الرسول صلى الله علیه وسلم .
ألم یحن الوقت بعد لحرکة کبرى یقوم بها العلماء والمتخصصون ، لتنقیة کتب الحدیث الشریف ؟ هل عجز المسلمون عن حمایة دینهم ؟ هل عجزوا عن نصرة رسولهم ؟ هل ننتظر حتى یدّعى الیهود أن القرآن نزل على موسى ؟ أو ینسبونه إلى مزامیر داود ؟ لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظیم ..